lundi 26 décembre 2011

بيئة سوس ماسة درعة



المحتـــــــــــــــــــــــوى:
1) تقديم.
2) المعطيات الطبيعية لسوس ماسة درعة.
أ‌-                  المناخ.
ب‌-                  الغطاء النباتي.
ت‌-                  الموارد المائية.
ث‌-                  الساحل.
ج‌-                  الواحات.
ح‌-                  التنوع البيولوجي.
3) مظاهر تدهور البيئة بالجهة.
‌أ-                   الظروف المناخية ومشكل الماء.
‌ب-                  الغابة.
4) أسباب التدهور البيئي.
5) آليات الحد من التدهور البيئي .
أ‌-                  حماية التربة والماء.
ب‌-                  محاربة التلوث الصناعي.
ت‌-                  التربية البيئية.
6) خاتمة.
 



1) تقديــــــــــم:
       الجفاف في العالم الحديث يضيف إلى بعده الطبيعي بعدا بشريا لا غبار عليه. وانه من حيث المسؤوليات امتدادا لسياسة التوسع التي سادت منذ القرن 15 طلبا للأرض والمعادن وقوة العمل، ثم للخيرات النباتية، كل ذلك بالطرق المنجمية التي لا تقيم وزنا للعواقب إلى أن وصلنا الآن إلى تعذر استدرار الغلال لان الاستغلال العشوائي أتى كذلك على عوامل الإنتاج الطبيعية الأولى وهي التربة والماء، فمررنا بسرعة من مرحلة بيع الفائض إلى مرحلة تبديد رأس المال.
      بالنسبة للجنوب المغربي هناك مكسب أساسي يمكن الاعتماد عليه في تجاوز المعضلات هو المكسب البشري، إذ الواقع أن الحزام الحقيقي الممدود في وجه الصحراء مكون أساسا من عناصر بشرية من امهر ما يعرف العالم في التعامل البديع المعقلن مع أصعب ظروف الجفاف، و منها سكان فجيج و تافيلالت و درعة وسوس الذين يضيفون إلى العمل الدءوب الفعالية، الاستقامة و الصلاح، وهي خصال تكمل بعضها ولاشك في سبيل ضمان استمرار الحضارات، لكن في نفس الوقت ننطلق من ظرف طبيعي أصعب مما كانت عليه تلك البيئات الغابرة إذ معدل التساقط في أقاليمنا الجنوبية يقل عن200م بصفة تكاد تكون عامة، فلما كان الخطأ بالنسبة لحضارات الشرق أنها أساءت إدارة غاباتها وافلت من يدها زمام التوازنات، نرى الجنوب المغربي ينطلق من وضع لا يعقل أن تكون فيه غابات حسب التقطيع البيوجغرافي المألوف، و الواقع انه لا توجد غابات على العموم مع استثناء واحد شديد الأهمية متمثل في غابات أركان الصغيرة المنتشرة في إقليم سوس.

الواقع أننا نلاحظ تراجع الغابة الثمينة بطريقة تستدعي حملة نضالية في سبيل الانقاد، لكن التتبع السطحي يمكن أن يعتبر أنها تتراجع من تلقائها وان الأهالي يتحاملون عليها والجفاف يزيد من حدة  العدوان وان لا مفر مما هو حتمي.
      غابة أدميم تعيش جزئيا وربما ثانويا على المياه المباشرة للأمطار، وجودها فوق أتربة رملية يجعلها تستفيد من المخزون المائي المتسرب في التربة بواسطة جذورها القوية وعمليات التعويض المتيسرة في المسكات العميقة من التربة الأقل خشونة والأكثر اتزانا، مضاف إليها الماء السائل على سفوح الأطلس الصغير الشمالية الغربية في طريق التحترابي إلى المستوى القاعدي الإقليمي الذي يشكله وادي سوس.
2) المعطيات الطبيعية لسوس ماسة درعة.
        تقع جهة سوس ماسة درعة وسط المغرب وتحتل شريط يمتدد من المحيط إلى الحدود الجزائرية، يحدها غربا المحيط الأطلسي، جنوبا جهة كلميم السمارة، شمالا جهتي مراكش تانسيفت الحوز وتادلة ازيلال، أما شرقا فتحدها مكناس تافيلالت والحدود المغربية الجزائرية، وتمتد على مساحة 70.880 كيلومتر مربع، أي ما يمثل أكثر من  % 10 من المساحة الإجمالية للمملكة المغربية.
ا) المناخ.
        تتميز الجهة بتنوع تضاريسها التي تتكون من السلاسل الجبلية والسهول والأراضي الصحراوية، وتمثل جبال الأطلس الكبير وجبال الأطلس الصغير أهم السلاسل الجبلية بالجهة، وهي تقسمها إلى حوضين شاسعين: حوض سوس ماسة والذي يضم سهول سوس واشتوكة وماسة من جهة، وحوض درعة من جهة أخرى، وتعتبر هذه السلاسل الجبلية التي تتميز بها الجهة بمثابة خزان مائي طبيعي، نظرا للتساقطات الثلجية والمطرية المهمة التي تعرفها، مما يسمح بامتداد مدة جريان المياه الجوفية للسهول الواقعة بسافلة هذه الجبال. وتتميز الشبكة الهيدروغرافية للجهة بتوفر أودية هامة منها على الخصوص:
وادي سوس الذي ينبع من الأطلس الكبير.
وادي ماسة الذي ينبع من الأطلس الصغير.
وادي درعة، ينبع من الأطلس الكبير ويخترق نجود ورززات لينتشر في الصحراء قبل أن يصل إلى مصبه خارج التراب الجهوي قرب شاطئ طانطان.
          ومن مميزات مناخ الجهة بشكل عام، كونه مناخا جافا لتأثره بعدة عوامل: التضاريس وساحل المحيط الأطلسي والصحراء وتتميز التساقطات بالجهة، بالتباينات التي تعرفها سواء على المستوى المجالي أو على مستوى فترات التساقطات، ويبلغ المعدل السنوي للتساقطات ما يقارب 249 ملم بأكادير وتضعف هذه التساقطات كلما اتجهنا نحو المناطق الصحراوية.
ب) الغطاء النباتي.
تتوفر الجهة على 20 موقعا ذو أهمية بيئية وايكولوجية، ثم تنوع نباتي مهم حيث تضم حوالي 1/3 النباتات على المستوى الوطني، مع وجود أصناف محلية مهمة على أن النوع الذي يميز هذه المنطقة هو الأركان كصنف محلي يشمل حوالي ثلثي مساحات الغابات بالجهة. ثم التكوينات النباتية الواحية التي تتحمل الجفاف و الملوحة، توجد بها بقع بأشجار صغيرة موزعة على امتدادات شاطئية (الشريط السهلي لواد النخيل- درعة).
تغطي الغابة ما يقارب 16% من التراب الجهوي، موزعة على مختلف أقاليم الجهة، إذ يتوفر إقليم تارودانت لوحده على 49% من مجموع المساحة الجهوية، في حين و رغم شساعة إقليم ورززات وزاكورة فإنهما لا يضمان سوى 5,3% من هذه المساحة، ورغم اختلاف وتنوع الغطاء بالجهة فإن شجرة الأركان تمثل 63% (730 ألف هكتار) من المساحة الغابوية وتنتشر بجهتي سوس ماسة وجبال الأطلس الكبير والصغير الغربيين.
ت) الموارد المائية.
تبلغ المساحة الإجمالية لحوض سوس ماسة وتيزنيت وايفني حوالي 27880 كلم . وتقدر الإمكانيات المائية الجوفية المتجددة بالحوض حوالي 452 مليون متر مكعب. أما حوض درعة في العالية والوسط يتضمن إمكانيات مائية حيث تتم تعبئة 516 مليون متر مكعب ( 250 مليون متر مكعب معبئة بسد المنصور الذهبي 110 مليون متر مكعب بواسطة الآبار 156 مليون متر مكعب من مجاري الأنهار ).
تتوفر الجهة على تسعة سدود كبرى ومتوسطة وأربع قنوات لنقل المياه، وتبلغ حقينة السدود 371 مليون متر مكعب في السنة وهو حجم يمثل 70% من الموارد المائية الممكن تعبئتها بحوض سوس-ماسة.  فيما يخص التساقطات المطرية، هناك تباينا من حيث الزمان والمكان وتتراوح ما بين 70 ملم و350 ملم، وهي كمية ضئيلة تنعكس سلبا على الموارد المائية الجوفية والسطحية.
ث) الساحل.
يمتد الساحل بجهة سوس ماسة درعة على مساحة تقدر بـ 180 كلم، و يتميز بثروات بحرية وأنشطة اقتصادية مهمة خاصة الصيد البحري، حيث يضم ما لا يقل عن تسعة عشر موقعا للصيد من جميع الأصناف، من بينه أكادير الذي يعد الأكثر تجهيزا على الصعيد الوطني.   كما انه غني بالمواطن الإحيائية ذات الأهمية الايكولوجية الكبيرة نظرا لوجود غابات الأركان والكثبان والمناطق الرطبة والسهوب.
ج) الواحات.
تتواجد بالمجال الترابي لجهة سوس-ماسة-درعة، حوالي 60400 هكتار، من واحات النخيل التي تضطلع بدور هام في ضمان التوازنات البيئية بالمنطقة، إلا أنها أصبحت خلال السنين الأخيرة تعاني من مشاكل مختلفة ناتجة عن عوامل متعددة من ضمنها موجات الجفاف المتتالية التي ضربت المنطقة، ومخلفات مرض "البيوض" القاتل، إضافة إلى اقتلاع أشجار النخيل قصد استغلالها في تجميل المساحات الخضراء خارج الموطن الأصلي لهذه الثروة النباتية.
ح) التنوع البيولوجي.
توفر شجرة الأركان الكلأ و الثمار التي تستخرج منها زيت أركان، بالإضافة إلى الدور الأساسي المتمثل في كونها تشكل حاجز طبيعي في وجه تقدم ظاهرة التصحر. كما توفر الغابة فضاء طبيعي للترفيه لفائدة الساكنة خصوصا خلال فصل الربيع، و نظرا لخصوبة أراضي الغابات السهلية لأركان، فهي تضل مصدرا اقتصاديا مهما يتمثل في مزاولة أنشطة فلاحيه عدة مدرة للدخل.
أما النظام الو احي فتميز بوجود تنوع كبير في الـمزروعات ، والتي تختلـف نسبتهـا من واحـة إلـى أخرى ، غير أن طبيعة المناخ جعلت من شجرة النخيل تحتل النسبة الكبرى داخل هذه المنظومة المتنوعة حيث تصـل نسبـته إلـى 98,32% مـن الـمجموع الـعام للمزروعـات، لهذا فواحـات الـنخيل بحوض درعـة تخـلق " مناخـا محليـا يضمـن للزراعـات التحتيـة حمايـة ضـد عدوانيـة الـمناخ الـخارجي، كمـا يلعـب دورا هامـا في تكسيـر سرعـة الرياح و تثبيت الرمـال والتقليـل مـن نسب التبخر،  إلـى جانب الـحفاظ علـى البيئـة الإحيائيـة في التربـة الـتي تقـوم بعمليـات التدبيـل وتزويـد الأرض بالمواد العضويـة .
3) مظاهر التدهور البيئي بسوس ماسة درعة.
ا) الظروف المناخية ومشكل الماء.  
المجال الو احي :
المناخ:
        يتميز مناخ واحات درعة بطابعه القاري الصحراوي، الذي يتسم بالحرارة المفرطة في فصل الصيف والبرد القارس في فصل الشتاء مع الجفاف التام طيلة فصول السنة تقريبا، ويرجع ذلك إلى تفتح المنطقة على الصحراء الكبرى وتعرضها إلى المؤثرات الصحراوية الجافة، كما تحول جبال الأطلس الكبير في الشمال وجبل سيروا في الغرب دون تسرب السحب الممطرة إلى بلاد درعة.
الماء:
        يشكل الماء بواحات درعة أهمية خاصة بالنسبة لسكان هذه الواحات باعتباره من الموارد الطبيعية والاقتصادية، التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال إذ عليه مدار الاستقرار وبفضله عرفت المنطقة نشاطا زراعيا تركز منذ عشرات السنين على كل السهل الرسوبي الذي تكون على شاطئ نهر درعة.
وبالرغم من كون النهر يخترق الواحات من الشمال إلى الجنوب، فان مشكلتها الأساسية التي ظلت تعاني منها هي قلة الماء ذلك أن شدة انحدار مجرى النهر وقوة عملية التبخر جعلت هذه الواحات لا تستفيد إلا بالنزر اليسير من مياه فيضانات النهر، كما أن الانفتاح على الصحراء الكبرى جعل سكان المنطقة يعيشون تحت وطأت الجفاف الدائم.
مجال سهلي سوس- ماسة :
في هذا المجال تعرف الموارد المائية عجزا متراكما، (300 مليون متر مكعب سنويا) بفعل الاستغلال المفرط لهذه المادة وذلك راجع لكون المنطقة تنتج حوالي % 60 من صادرات المغرب (البواكير والحوامض).
تعطي الاستغلاليات العصرية منظرا زراعيا متطورا بسهل سوس و تشغل بعض اليد العاملة وتصدر  المنتوج إلى الخارج وتستقطب العملة القوية التي يرجى أن تستعملها المنطقة في نموها. هذه هي الأماني العريضة المسطورة في المشاريع، لكن لنقترب أكثر من الآليات المتحكمة فيها ولنحلل.
نحن عندما نصدر فاكهة طرية أو خضرة، ماذا نكون قد فعلنا إذا لم نقم أي حساب للتوازنات البيئية ؟ نكون قد اجلينا نصيبنا من الماء وقسطا من الموارد المغنية للتربة بدون رجعة.
       فالبنسبة للمادة الأولى الضائعة - الماء – فالجلب القوي لمادة الماء من طرف  ذوي الوسائل الكبيرة هو في الواقع من قبيل السطو والتوسع، والمتضرر منه هو صغار الفلاحين الذين يصيبهم الجفاف دون غيرهم فيهجرون الأرض ويتجمعون في المراكز التي تكبر فتصير طرفا مفروضا في الضخ العنيف والمركز الذي لا مرد له.
أما بالنسبة للمادة الضائعة الثانية – المعادن المغنية للتربة – يمكن تعويضها بالأسمدة، إلا أن هذه الأخيرة وضعت في بيئات معينة وهي عندنا لا تفي بالمطلوب على الوجه الأكمل، بالإضافة إلى مشاكل الاستعمال المتجلية في عدم ضبط المقادير وتوقيتها حسب المناخ، فهذا السماد يستطيع تعويض الخصاص المعدني لكن الوضع النسيجي يتدهور من غير رجعة خاصة إقليمنا الجاف.
    الواقع أن التحديث والإبداع لا يمكنهما الازدهار الحقيقي إلا ارتباطا بالجذور وقد خلقت مناطقنا الجافة عبر الأزمان حضارات متكيفة تستخرج الأفضل من الطبيعة.
           فكانت الحصيلة هي استبدال الحواضر المتكيفة بالمدن المتخلفة، والإخلال بالتوازنات الطبيعية حولها بإفقار الأتربة وتجتيثها وتحريك الرمال والسير بمدننا نحو المصير الذي عرفته بابل وغيرها:
          مدن غبراء في خلاءات بوار لا تربة فيها ولا ماء، فلننطلق من المقولة العلمية " امة تحطم تربتها هي امة تحطم نفسها".
ب) الغابة.
        تشكل غابات الأركان حاجزا أمام التصحر وتلعب أدوارا متعددة بيئية واقتصادية واجتماعية. و تمتد على حوالي 800 ألف هكتار. إلا أن هذه الثروة النباتية عرفت تدهورا خطيرا خلال الأربع عقود الأخيرة، وذلك نتيجة سوء التدبير إضافة إلى الحرائق التي حلت بها، توالي سنوات الجفاف، الاستغلال المفرط و العشوائي الذي أدى إلى انخفاض كثافة الأشجار و تراجع مساحتها، غياب التخليف الطبيعي، الرعي الجائر ثم الزحف العمراني المتزايد و حاجيات التنمية من تجهيزات و مرافق أساسية على حساب المجال الغابوي.
        إضافة إلى ذلك يزحف التصحر على مساحات شاسعة من الجنوب الشرقي للبلاد (الواحات). كما تواجه منطقة وارزازات التعرية الهوائية على امتداد  30 000 هكتار.
        إذن فتدهور الموارد السالفة الذكر بالإضافة إلى تلوث الساحل بالنفايات السائلة منها والصلبة، يؤديان لا محال إلى ضياع التنوع البيولوجي بالجهة وتخريب الحياة، التي تتكامل بالتفاعل الموجود بين جميع الكائنات.
4) أسباب التدهور البيئي.
ü             إضافة إلى  الضغوط الطبيعية التي يعرفها هذا المجال الذي يعاني من توالي سنوات الجفاف نجد مجموعة من العوامل  البشرية والتي تساهم بشكل كبير في تخريب التنوع البيئي الذي عرفه هذا المجال منذ سنوات عدة، ومن ابرز هذه العوامل البشرية نذكر ما يلي:
ü              التوسع الحضري غير المعقلن الذي ينبني على مبدأ الربح - تحقيق التنمية الحالية دون أن نفكر مليا بما سيحل بالأجيال اللاحقة-
ü             اقتلاع الأشجار للاستعمالات الصناعية وللتدفئة دون التجديد للمجالات التي تم اجتثاثها من قبل.
ü         الرعي غير المعقلن في المناطق المهددة بالانجراف والتدهور.
ü               تلوث الفرشاة المائية واستنزافها من طرف الفلاحين الكبار الذين يعتمدون التقنيات المتطورة لضخ المياه، كما يقع الآن في ضواحي سوس حيث تم استنزاف الفرشاة التي يعتمد عليها الفلاح الصغير الشيء الذي أدى إلى هجر هذه الأراضي التقليدية والاتجاه نحو الضيعات الكبرى للاشتغال كميوميين.
ü              الاستغلال المكثف للموارد البحرية إضافة إلى تصريف المياه المستعملة المليئة بالمواد السامة التي تساهم في تخريب ما منحته الطبيعة بالتيار البحري الذي يأتي عبر المحيطات حاملا معه مجموعة من المواد التي تقتات عليها الحيوانات البحرية التي انعم بها الله على الساحل المغربي.
ü              انعدام التربية الفلاحية بالواحات حيث أصبح الفلاح يعتمد الطرق غير المعقلنة لهدف التحسين في الإنتاج.
ü             الاستغلال المكثف للأراضي دون القيام بفترات الاستراحة تم اعتماد المواد الكيماوية لهدف الزيادة في الإنتاج ولاشيء غير الإنتاج.
ü              الاجتثاث و هو عملية تستهدف إزالة الغطاء النباتي الأصلي ( أي المجال الغابوي الذي يعتبر من الموارد الطبيعية، التي لا تحتاج أسمدة ولا عناية مكلفة لأنه نبات يخص هذه البيئة التي ينمو داخلها ولذلك فهو يعتبر مجال إحيائي يتفاعل مع محيطه من حيث التأثير والتأثر، لإنشاء بعض التي قد تستنزف الفرشاة المائية في وقت ضئيل مقابل الربح المؤقت والذي يقتصر على فئة محدودة من المجتمع دون فئات أخرى).
ü             الري في المناطق الجافة هذه العملية قد تكون مربحة حتى باكتساب مناطق حيوية ذات بيئة خضراء لكن ذلك لا يدوم إلا لوقت وجيز لأنه قد يضر بالفرشاة الباطنية لأننا أمام الإنتاج و المرد ودية التي تنطوي تحت مبادئ وأخلاق الاقتصاد.
ü              الملوثات الفلاحية  الناتجة عن الأسمدة والمبيدات التي أصبحت ببلدنا المادة المعتمدة في تخصيب التربة والزيادة في الإنتاج، تعمل على إبادة البيئة الإحيائية في التربة فتقضي بدون تمييز على البكتيريا والطحالب و الحشرات النافعة علما أن الكائنات الإحيائية والتي تقوم بعملية التدبيل والتخصيب ضعيفة الكثافة والنشاط بالتربة المغربية.
ü             يؤدي الضغط البشري على الموارد الطبيعية، الذي يتجاوز بشكل كبير حدود التحمل البيئي، إلى ظهور مواقع جد متدهورة تتميز باندثار الغطاء النباتي و انجراف التربة و بالتالي فقدان التنوع البيولوجي.
ü      5) آليات الحد من تدهور البيئة.
ü      ا) حماية التربة والماء.
ü             عندما يشتد الانحدار في مجال ما فإن التربة تتعرض لمجموعة من العوامل التي تؤدي في نهاية الأمر إلى التدهور و الانصحار وذلك عن طريق الانجراف أو التذرية لذلك نجد وسائل إنعاش يجب اعتمادها وتربيتها للأجيال القادمة وهي كالتالي:
ü             التناوب الزراعي، وهو إراحة الأرض لتستعيد حيويتها، هذه العملية تتم إما بعملية تقليدية، عن طريق ترك الأرض بائرة لمدة استراحتها أو عن طريق زراعتها بنبات يعيد إلى التربة خصوبتها ( تعاقب المزروعات على نفس الحقل ).
ü             التقنيات المتطورة في الري، كالتنقيط (goutte à goutte )،  الرش ( irrigation par aspersion) و الخطارة  (الحماية من التبخر) ، التي تساهم في المحافظة على الفرشاة المائية المهدد بالاستنزاف خاصة في المناطق الهشة.
ü            المدرجات الزراعية، تساعد على تثبيت التربة و حمايتها من الانجراف.
ü      الحماية من الفيضانات والرياح، عن طريق التشجير حسب إمكانيات التربة و المناخ، فالرياح بالمغرب تعمل على نقل الأتربة التي تحتوي المواد المخصبة كما تساعد على انتشار الترمل بالمناطق الرطبة والزيادة في تدهور المناطق الجافة ذات البيئة الضعيفة الموارد الإحيائية سواء في التربة أو الماء، كما تعتبر الفيضانات المسبب الرئيسي في انجراف التربة، إلا أن هذا العامل الناقل للمواد الدقيقة هو نتاج لعمل الإنسان غير المسؤول في استغلال الموارد البيئية.
ü      ب) محاربة التلوث الصناعي.
ü                مشروع تطهير السائل لشمال أكادير الذي تشرف عليه الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكادير "رامسا" والذي يهم في جزء منه المياه الملوثة التي تخلفها وحدات التصنيع في منطقة "أنزا"، كما يمكن الإشارة في هذا السياق إلى محطة المعالجة الأولية للمياه العادمة في منطقة "لمزرا" بعمالة إنزكان آيت ملول، والتي تضطلع بدور كبير في وقاية شواطئ مدينة أكادير السياحية من التلوث. لكن رغم أن هذه العملية تعبر عن الإحساس بالمخاطر الطبيعية التي تهدد المنطقة، إلا أن هذا التقدم في حد ذاته يخلق تحديات بيئية أخرى خطيرة والتي تتجلى في ما يلي:
البقايا التي تنتج عن تصفية المياه بمحطات المعالجة والتي تصدر الملوثات. فعند تساقط الأمطار مثلا يتم تبخر المياه نحو الأفق محملة معها المواد السامة التي تحتويها هذه المخلفات الصلبة إضافة إلى انتشار الرائحة والحشرات التي قد تتكون بها.
ت) التربية البيئية.
          إن التربية البيئة بالجهة تقتضي مجهود جبار لكل من المسؤولين التربويين والمجتمع المدني حتى تكون التربية البيئة ذات فعالية. فعندما نقول التربية على البيئة، ليست هي دراسة لاجتياز امتحانات هدفها التفوق في مستوى التحصيل، وإنما هي مسالة تربوية يجب أن ترسخ بالتقاليد والأعراف التي تتعامل بها المجتمعات ليس فقط بالجهة بل على المستوى العالمي. فالطفل الذي يعي الثقافة البيئية الجيدة انطلاقا من قراءته لدرس البيئة لا يفيد أبدا في حماية البيئة، لان مسالة التخريب ناتجة عن المستثمرين الكبار بالعالم ومن يدعون التنمية هم المسؤولين الأوائل عن ما حل بالبيئة وما سيحل بالأجيال القادمة من دمار وخراب. إذن فما هو الحل الأمثل لتلقين تربية هادفة؟ في البداية نقول من الجميل تدريسها للأجيال حتى يسهل عليهم استيعابها ويعتمدونها في حياتهم المستقبلية، التي قد تكون بلا محال أكثر احتياجا للتعامل وفق ما يحمي البيئة لأننا الآن نستهلك ثرواتهم، لكن الأمر الصعب يتجلى في تربية من يساهم الآن بشدة في التخريب ألا و هو المستثمر الذي يحتاج الكمية الكبرى من الماء والتربة الأكثر إنتاج، بل انه يلوث هذه الموارد بكيفية اكبر. إذن يجب وضع قوانين صارمة تحث على الحفاظ على المحيط البيئي، تشجيع المشاريع البيئية، القيام بحملات التحسيس لتغير ثقافة الاستغلال غير العقلاني للموارد وإبداع أساليب جديدة للرجوع للثقافات المتنوعة بالجهة والتي كان هدفها المحافظة على الموارد الطبيعية.

6) خاتمة.
         الإنسان لم يسكن الأرض إلا على مدى فترة وجيزة من عمرها وهذه الفترة هي التي تسمى بالزمن الرابع. رغم أن هذه الفترة لا تشكل سوى جزء قصير للغاية من عمر الأرض، فان ما حدث خلالها من تغيرات بيئية لم تكن هينة بل كانت متعددة ومؤثرة في كل من المناخ ومستوى سطح البحر والنطاقات الخضراء وتوزيع الحيوان كما أثرت على التربة وأشكال السطح.
        في كل مكان الحد الفاصل بين أسباب الاستمرار وظروف التقطع والاختلال هو الشجرة، وجودها ونوعها وحالتها وكثافتها بالنسبة لنا يمكن أن نقول أن الشجرة تقف في وجه الصحراء وان كل شيء يعرقل وجود الشجرة ونموها يساعد على زحف الصحراء.

حميد لفراوي.

4 commentaires:

  1. شكرا. لكم على هذا الموضوع الشيق

    RépondreSupprimer
  2. جهد مشكور. موضوع مهم لبحوث تلاميد الاعدادي

    RépondreSupprimer