
فالتخطيط هو الذي يحدد شكل التنمية المستقبلية ويعرف الاحتياجات الحالية ويعمل على تحقيقها، ويحدد قدرة المجتمعات على الإنتاج وعلى إعادة إحياء نفسها. أما التنمية المستدامة فهي تنمية اقتصادية بيئية اجتماعية بما فيها تنمية الاستعمالات السكنية والتجارية وتصميم المماشي والشوارع الآمنة والمواصلات العامة بشكل أفضل والمحافظة على الفراغات المفتوحة والمتنزهات. و يلعب تخطيط المدن دورا هاما في المساعدة على تغيير أنماط استعمال المجال والتنمية الحضرية لتضم مزيجا من الاستعمالات المتكاملة ونظم المواصلات العامة ، إلا أن تقليل استعمال السيارات الخاصة بحاجة إلى مجموعة من سياسات التخطيط والسياسات المالية مع وضع إستراتيجية شاملة للمواصلات، فالعلاقة بين التخطيط والمواصلات يجب أن تكون متقاربة متكاملة مع بعضها.
ومن هنا ظهرت الحاجة إلى تخطيط المدن بأسلوب علمي وعملي مدروس وموجه نحو المستقبل لحل المشاكل ولتلافي نشوء مشاكل جديدة فيتم وضع خطة واقعية واضحة للعمل يتم تنفيذها بشكل مرحلي بحيث تحقق الاستدامة والتكامل والشمولية. وتبدو الحاجة إلى التخطيط ملحة لتحقيق عدد من الأهداف التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1. تحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق التوزيع العادل للدخول وعوائد النمو بين الأفراد والطبقات المختلفة.
2. الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية.
3. تحقيق معدلات نمو اقتصادي عالية وتحسين مستوى معيشة السكان.
4. المساهمة في وضع الحلول المناسبة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المختلفة.
أضف إلى ذلك الزيادة في عدد السكان والتطور الاقتصادي والثقافي والتعليمي والذي يجب أن يواكبه تخطيط جيد ومناسب إضافة إلى الاهتمام بالمناطق الأثرية والعمل على إعادة إحيائه ا وتخطيط المناطق الجديدة. وقد تعمل طبيعة موقع المدينة وطبوغرافيته وطبيعة الأراضي التي تحيط به من غابات أو أراضي زراعية أو مسطحات مائية أو غيرها على الحد من نمو المدينة باتجاه معين بل وتوجيهه باتجاه آخر. وتواجه بعض المدن مشكلات خاصة بالتوسع منها ما هو خاص بشبكات الخدمات العامة ومنها ما ينتج عن وجود مناطق مبنية أصلا أو وجود استعمالات صناعية أو أثرية أو خدماتية أو محددات أخرى متعلقة بملكيات الأراضي (الدليمي، 2002 وبما أن موقع المدينة يؤثر في تشكيلها وتوزيع استعمالات الأرض فيه ا، فإن الطبوغرافية والتضاريس وأنماط المواصلات واليابسة والماء تعمل جميعا على التأثير على الأشكال التي تتخذها المدن في فترة نموها بحيث تضم كل من الأشكال المربعة، المستطيلة أو الشريطية ، الدائرية، المروحية، الإشعاعية، المتناثرة، الشبكية ...









إن فكرة المدن المستدامة تتلخص في أن المدن تحتاج إلى تلبية الأهداف الثقافية والسياسية والبيئية والاجتماعية، إلى جانب تلك الاقتصادية والفيزيائية، فهي تنظيم ديناميكي معقد ومتجاوب مع المتغيرات.
مقتطف من بحت حول: "مفاهيم أساسية في الشبكات الحضرية" حميد لفراوي، 22-12-2011م.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire